المستر بالي هو مدير شركة تدريب في الهند، تتولى ادارة مشاريع تدريب لصالح الحكومة الهندية، وهذه الشركة لها فروع كثيرة ومباني كبيرة…
وعدد موظفي الشركة يتجاوز 1500 موظف… موزعين في الهند ومنطقة الشرق الأوسط حيث تتولى الشركة أيضاً تقديم الدعم الفني لزبائن شركة “أوراكل” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)…
وكان المستر بالي يقضي يومه في مبنى الشركة الرئيسي في دلهي العاصمة، وفي نفس الطابق الذي كنا نتلقى تدريبنا التقني المقدم كمنحة من الحكومة الهندية… وصدف كثيراً أننا التقينا في المصعد أو من خلال الزيارات التي كان يقوم بها الى غرفة صفنا من أجل الدردشة أو النقاش..
المستر بالي انسان متواضع جداً، تستغرب كثيراً أنه حبّوب وقريب من القلب، قريب من الموظفين… طلبت في يوم من الأيام مقابلته من أجل طلب مساعدته في تحويل زميل لي “فلسطيني” الى المستشفى نظراً لأن حالته الصحية متدهورة، وتجاوب بالسرعة الممكنة…
المهم في القصة أنني عندما دخلت الى مكتب السكرتيرة لطلب مقابلة المستر بالي، اشارت لي أنه جالس هناك.. ولكي أشرح أكثر فإن مكتب المدير هو عبارة عن غرفة واحدة… مقسومة الى أربع أرباع…ربع للمدير المالي”المحاسب” والسكرتيرة ومديرة مكتبه وهو.. في مكتب واحد بينهم قواطع من الجبص…
في مجتمعاتنا العربية، فإن أول انجاز للمدير العربي هو تغيير العفش وطاقم السكرتيرات والمدراء قبل الحديث عن الانجاز..حتى ولو كان مدير الشركة في شركة كل ما فيها “قردين وحارس” وسيارة وسائق سيارة و و و و و …..
المستر بالي انسان غاية في التواضع، اشتكيت مرة أن الباص الذي يقللنا الى البيت بعد انتهاء الدوام يتأخر كثيراً بالحضور ونضطر للإنتظار في الشارع، فما كان منه الا أن نزل في نفس اليوم لينتظر معنا في الشارع وليتصل من موبايله لحل المشكلة..وهو يقول “أريد أن أطمئن عليكم”…
المستر بالي لا يزال يرسل لي رسائل التهنئة بالأعياد والمناسبات…لا تتصوروا قدر الحب والاحترام الذي يحصل عليه من موظفيه الذي لا يرون فيه مديراً بقدر رؤيته ك “قائد”…
حكاية جامدة مووووت