في معرض خطبته العصماء في يوم الجمعة، تحدث فضيلة خطيب الجمعة من منطلق تعمقاته العلمية، وأبحاثه الخطيرة في مجال لحوم الخنازير وطرح الفتوى التالية:
” أهل الخليل هم أكثر المجتمعات محافظة في فلسطين، لأنهم يأكلون لحم الجمال، والغرب يعيشون في دياثة كبيرة نتيجة لتناولهم لحوم الخنازير”
مبروك فضيلتكم هذا الكشف العلمي الجديد والخطير وحبذا لو تطلعنا على باقي تفاصيل بحثكم بالخصوص فلعل فلسطين ترشح فضيلتكم لنيل جائزة نوبل للأبحاث في مجالات العلوم الحيواإنسانية
هذا ان دل يا اخوان فهو يدل على مستوى الخطباء الذين يعتلون المنابر ويقدمون الوعظ والارشاد للناس لتربيتهم وتنقيتهم وتحفيزهم على العمل والعبادة والاخلاص الى الله
وبناءً على معلومات فضيلته اسمحو لي أن أستنتج بعض الاستنتاجات العلمية المفيدة في نفس الموضوع: فمثلاً يمكنك أن تحفز أولادك على تناول لحم الديك لكي يستيقظو باكراً، ولحم الحمير لكي يزداد صبرهم على مشاق الحياة، ومن نفس المنطلق وبما أننا نتناول في نابلس لحم العجل فمن الطبيعي أن يتناطح الناس في الشوارع كالعجول…وتناول لحم الدجاج قد يكون مبرراً لنوم الناس مبكراً أيضاً…
يبدو أن فضيلته وبما أنه ربط السلوك الانساني بأنماط الغذاء السائدة، قد نسي أن الاسلام هو أساس تهذيب السلوك الفردي والباعث على سمو النفس البشرية، والتزامها بأوامر الله وابتعادها عن نواهيه، الغرب يبيح الزنا اجتماعياً لأنه قد ابتعد كثيراً عن دينه ، والثقافة هناك تشكك بعقل المرأة العذراء اذا ما تجاوزت سنين شبابها…بل ان مبدأ الزواج هناك يقوم على تجربة الشراكة وانجاب الأطفال ثم تثبيت الزواج كرابط اجتماعي أبدي…ولذلك نرى اليوم أن أمريكا على سبيل المثال تحوي أعداداً أكبر من الأمهات العازبات مقارنة بالأمهات المتزوجات “معلومات مبنية على أبحاث علمية منشورة”.
في الختام لا بد أن يصحح فضيلة الشيخ معلوماته ويبتعد عن هذه التفاهات التي لا سند صحيح لها، وأن نبني معلوماتنا انطلاقاً من القرآن الكريم والسنة النبوية بعد أن نحمده سبحانه وتعالى على أن أحلّ لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث.