يوم كانت الصلاة في مسجد الروضة على الحصير، يوم كان بدون مكيّف، يوم كان الشرب من أباريق الفخار التي تكون مصفوفة على النافذة الغربية الكبيرة… ويوم كان الحي صغيراً، ويوم كان المسجد يتسع للجميع، ويوم كان أول من في الصف يعرف آخر من في الصف… كانت الصلاة أجمل… والأجواء يسودها الخشوع والهدوء باستثناء بعض الولدنات التي لا تنتهي في أي زمان ومكان…كنا نعيش كل فرض في المسجد، وكنا نفقد بعضنا البعض… منع التجول كان فرصة لأهل الحي لنلتقي سوياً… وكان منع التجول يتم في ليلة القدر على صلاة الفجر ويبقى حتى بعد عيد الفطر. لكننا كنا نعيش نكهة العيد بتكافلنا وتضامننا وتقاربنا…
اليوم الصلاة على الموكيت، في مسجد لم يبق من معالمه القديمة شيء، النوافذ مغلقة، التبريد على المكيّف، والساوند سيستم (نظام الصوت) مع بعض مؤثرات الصوت بحيث يجلب الصدى بعض الخشوع.. الإنارة كثيفة وديكور السقف يعطي للمكان رونقاً اضافياً… جهاز تعطيل التقاط الهاتف الخلوي موضوع فوق المنبر والذي اختفت عنه الرايات الخضراء اليوم…كانت درجات المنبر يكسوها قطعة قماش ناعم لونها أخضر، لكن اليوم المنبر مفروش كما لو كان كنبة في البيت…
الشيء الوحيد الذي بقي كما هو.. هو صوت الشيخ عبد الله الحجاوي والشيخ أبو صهيب امام المسجد…
في الزمن الجميل كان هناك أصوات جميلة تؤمنا في الصلاة نفتقد اليها اليوم، كما ونفتقد بعض المشايخ الذين كان لهم من الكلام ما يشرح الصدر ويجدد العزيمة بعد جولات الانهاك في الركعات الطويلة…
رحم الله زماناً كنا نقبل فيه على الله بدون شروط، اليوم هناك بعض الشروط مثل:
– الشيخ خفيف ظريف…
– المسجد مكيّف…
– مواقف سيارات…
وبعض الشروط الأخرى…