في البيت منذ ثلاثة أسابيع أو يزيد، حظر التجول هنا مرتبط جداً بوعي الناس وادراكهم لأهمية الالتزام بتعليمات الحكومة، الناس تخرج للتريض وتتسوق في المولات الضخمة بطريقة تحفظ المعايير الصحية، حتى الساعة 12 ظهراً المولات والمحلات متروكة لكبار السن من المتقاعدين أو من هم في حكمهم، بعدها يمكن لمن يرغب أن يدخل للتسوق.
تسير في الشارع متوجهاً لشراء بعض الحاجيات فترى سيدات يعملن على تنسيق حدائق الجامعة، وبعض العمال يمارسون أعمال البناء والصيانة.. المطاعم والمقاهي مغلقة ولكن المطاعم الكبيرة مثل ماكدونالدز وKFC تعمل بالتوصيل أو drive thru.
التعليم الالكتروني يسير بسلاسة لكن بعض الزملاء الطلبة يشتكون من بعض القضايا التقنية والفنية، الأداء ليس بمستواه الأفضل لكن على الجميع التعامل مع هذه الظروف ولا يوجد تأنيب أو تشكيك في هذا الظرف. الحكومة هنا مسؤولة عن الجامعات وتوفر منصة متقدمة لمتابعة التعليم الالكتروني وهو منصة فعالة جداً لكن جامعة واحدة لا تستطيع توفير بنية تحتية لمثل هذا النظام.
في النهاية يعجبني في هذا البلد قلة الجدل والتذمر والتركيز دوماً على التفكير بالأهم، طيلة سنوات اقامتي لم أتحدث أو يحدثني أحد عن سوء الأحوال الجوية، ولم أشاهد نقاشاً على قرار تتخذه الجامعة أو الحكومة أو أي حدث استثنائي أو غير استثنائي.. الناس تهتم بما يهم.. القيل والقال ليس لها مكان..
في الشارع لا يوجد مظاهر مبالغ بها أو استثنائية، أشتاق لزيارة بودابست وصلاة الجمعة في مسجد بودابست الكبير، وفنجان قهوة في مقهى السلطان مع الأصدقاء، أو وجبة من مطعم في نهاية يوم اجازة، أو جلسه مجاورة للجسر الاخضر للتمتع برؤية الدانوب وهذا الربيع الاستثنائي.
في هذا الحجر الاختياري “والمسؤول” أشتاق أيضاً للوطن والأهل والأصدقاء، خططت لقضاء رمضان في نابلس، وكنت وعدت سلوى بالعودة في رمضان، الكثير من المشاريع المعلقة في البيت كان يمكن انجازها في هذه الاجازة الاجبارية. لعله خير..!
لكنني أحاول انجاز مشاريع برمجية متأخرة وأقضي وقتي في العمل هنا من البيت..
نسأل الله أن يحفظ أوطاننا وبلادنا وكل العالم من هذا المرض الخبيث وأن يعافي من أصيب به..
غودولو 13 نيسان، 2020